الرسالة الرمزية في أصول الفقه

By د. عادل فاخوري كانون2/يناير 22, 2025 113 0

 

صدرت الطبعة الأولى من كتاب "الرسالة الرمزية في أصول الفقه" للدكتور عادل فاخوري·، في عام 1978، ثم صدرت الطبعة الثانية عن دار الطليعة للطباعة والنشر ببيروت عام 1990م، وهي الطبعة التي ننشرها رفق هذا التقديم.

ومما جاء في مدخل هذا الكتاب:

"حيث المجتمع ثمة شرع"، قبائل عرفت شرع حمورابي، والإغريق أقاموا الألواح الاثني عشر، والرومان اتبعوا قوانين يوستنيانوس، وليس من أمة عبر التاريخ لم تسنّن قانونًا أو تنتهج عرفًا، لكن المجتمع الإسلامي امتاز عن سائر الأمم بأنه أول من وضع منطقًا للشرع تحت اسم "أصول الفقه".

فعلم الأصول هذا، لكونه نشأ على تربة إسلامية، واعتبر بالتالي في خدمة عقيدة مغايرة لعقيدة الغرب، لم ينقل في القرون الوسطى أو بعدها مع سائر العلوم التي ترجمت إلى اللغات الأجنبية، لذلك فالحضارة الغربية التي لحقت بالحضارة العربية تأخرت حتى القرن العشرين في وضع الأسس المنطقية للحقوق والأخلاق.

وعلم أصول الفقه، وإن كان من حيث نشأته متعلقاً بالفقه الإسلامي وبالتالي بأحداث تاريخية عينية، فهو من حيث كنهه علم كلي مجرد لا يمت بصلة إلى دين أو مجتمع بصلة ذاتية، بل إنه يصلح لأن يكون قالبًا لكل شرع وخلق، وبقول آخر إن علم الأصول خلاقًا لما ذهب إليه نظار العرب ومن بينهم ابن خلدون، هو من العلوم العقلية وليس من العلوم النقلية، بل هو بين العلوم الشرعية في أعلى درجات التجريد، ومن هنا شموليته وشرف مرتبته اللذان نوّه بهما القدماء.

حول هذه النقطة يدور البحث في هذا الكتاب، ولن يكون البحث مجرد عرض تقليدي لموضوعات الأصول ولا دراسة تاريخية لنشأته وتطوره، ولا أيضًا مقارنة بين المذاهب المختلفة، بل أن استخرج التبر من التراب، فأقيم انطلاقًا من الأصول منطقًا حديثًا للحقوق والأخلاق، وحذوي في ذلك حذو من أراد أن يبني بناءً جديدًا على طراز عربي قديم.

 

ومما جاء في خاتمة الكتاب:

إن لم يكن هذا البحث قد استوفى كل الموضوعات التي يشتمل عليها أصول الفقه، فهو على الأقل حاول إرساخ القواعد الثابتة التي يُبنى عليها هذا العلم، وعلى الرغم من الثراء الذي أصاب علم الأصول عبر تطوره التاريخي في الحضارة الإسلامية كان لابد من العودة إلى البدء والانطلاق من جديد، كما انطلقت "رسالة" الشافعي من مفاهيم ومبادئ أساسية، إنما على طرق أكثر دقة وإحكامًا.

تبقى ولا شك كثير من المسائل التراثية العميقة التي يمكن بل يجب استيعابها في الأصول الحديثة، ولكن بسبب تعقيدها وتشعب مادتها ما زالت تفتقر إلى سبر وتحليل وتأسيس كي تبلغ مرتبة العلوم اليقينية.

 

محتويات الكتاب:

  1. المدخل.
  2. بنية الأصول.
  3. مفاهيم أولية في المنطق.
  4. الفعل والترك.
  5. الأمر والنهي.

5,1 تحديد الأمر والنهي.

5,2 لواحق الأمر.

  1. منطق الجهات الشرعية.

6,1 الجهات الشرعية ونشأتها.

6,2 التساوق بين الجهات المعيارية والجهات العقلية.

6,3 تعريف الجهات الأساسية.

6,4 رد الجهات إلى الأمر.

6,5 مسألة: ما يلزم عن الواجب، هل يوصف بالوجوب؟

6,6 مسائل أخرى.

6,7 العنتية الأخلاقية وإشكال الكعبي.

6,8 تكرار الجهات والبنية المراتبية.

6,9 المندوب والمكروه.

6,10 الحسن والقبيح.

6,11 النسق المعلق بأسباب.

6,12 النظرية الجزائية للمعايير.

6,13 تأسيس المعايير.

  1. عدم تكليف ما لا يطاق.
  2. قياس التمثيل.
  3. خاتمة.

 

رابط مباشر لتحميل الكتاب

 


  • عادل فاخوري (1939م – 2017م) فيلسوف وشاعر ولسانيٌّ لبناني، يعتبر من أفضل الباحثين في علم المنطق الرياضي، ومن أبرز المطبّقين لعلم المنطق الرياضي على الّلغة، كونه كان يهتم باللسانيات. كما كان على معرفة واطّلاع دائم بكل ما يحصل في التقنيات الرقمية وربط ذلك بالذّكاء الاصطناعي، وله العديد من المؤلفات القيمة مثل: أفكّر إذن أنا كمبيوتر، المنطق الرياضي، منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث، الرسالة الرمزيّة في أصول الفقه، تيّارات في السيمياء، علم الدلالة عند العرب، ومحاضرات في فلسفة اللغة.
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2025 19:37

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.