أحكام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القضاء*

By د. أروى بنت عبد الرحمن بن عثمان الجلعود كانون2/يناير 16, 2025 206 0

يُعَدُّ الذكاء الاصطناعي من أبرز معالم العصر الحديث، حيث يسهم في تطوير العديد من المجالات، بما في ذلك مجال القضاء؛ فمع تزايد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القضاء، برزت الحاجة إلى دراسة فقهية تأصيلية تُحدد مدى توافق هذه التطبيقات مع الشريعة الإسلامية، ويأتي كتاب "أحكام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القضاء" للدكتورة أروى بنت عبد الرحمن بن عثمان الجلعود كإسهام علمي متميز في هذا المجال، حيث يتناول بالتحليل والتفصيل الأحكام الفقهية المتعلقة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في النظام القضائي، وهذا الكتاب كان رسالتها العلمية التي حصلت بها على درجة الدكتوراة من قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في جامعة الملك سعود الإسلامية.

 

أسباب اختيار الموضوع:

مع التطور التكنولوجي السريع، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من العديد من المجالات، بما في ذلك القضاء، ومع ذلك، يثير استخدام هذه التقنيات تساؤلات فقهية حول مدى توافقها مع الشريعة الإسلامية، لذلك، كان من الضروري إجراء دراسة فقهية تأصيلية لتحديد الأحكام الشرعية المتعلقة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في القضاء، لضمان تحقيق العدالة وحفظ حقوق الأفراد.

 

أهداف البحث

يهدف البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:

  1. التعرف على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المؤثرة في المجال القضائي: دراسة التطبيقات الحالية والمستقبلية للذكاء الاصطناعي في القضاء.
  2. بيان التكييف الفقهي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال القضائي: تحليل مدى توافق هذه التطبيقات مع الأحكام الشرعية.
  3. بيان الأحكام الفقهية المتعلقة بقضاء الذكاء الاصطناعي: تحديد الأحكام الشرعية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء.

 

أهمية البحث:

يكتسب هذا البحث أهمية خاصة نظرًا لتناول موضوع حديث وحيوي، يتعلق بتوظيف الذكاء الاصطناعي في القضاء. مع التطور التكنولوجي السريع، أصبح من الضروري دراسة مدى توافق هذه التطبيقات مع الشريعة الإسلامية، لضمان تحقيق العدالة وحفظ حقوق الأفراد. يهدف البحث إلى سد الفجوة المعرفية في هذا المجال، وتقديم إسهام فاعل في إثراء المكتبة الفقهية القضائية.

 

منهج البحث:

اعتمدت الباحثة في دراستها على المنهج الاستقرائي التحليلي، حيث قامت بجمع الأدلة والنصوص الشرعية المتعلقة بالموضوع، ثم تحليلها ومناقشتها للوصول إلى الأحكام الفقهية المناسبة، كما استندت إلى آراء الفقهاء المعاصرين، مع مراعاة المستجدات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن من الملاحظ أن هناك نقصًا في التحليل النقدي العميق لبعض التطبيقات العملية، إذ إن الكتاب ركز بشكل أساسي على الجوانب النظرية، كان من الممكن تعزيز التحليل بنماذج من الواقع القضائي، سواء في العالم الإسلامي أو خارجه، لمعرفة كيف يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تكون مفيدة أو مدمرة، وأيضًا المؤلفة لم تقدم تحليلًا نقديًا للأخطاء الأخلاقية المحتملة التي قد تنشأ عن استخدام التكنولوجيا في القضاء، على الرغم من الإشارة إلى مسألة التحيز، إلا أن هذا الجانب كان يحتاج إلى تفصيل أكبر، خصوصًا في ظل تحديات الأخلاقيات التقنية المعاصرة.

 

 

موضوعات الكتاب:

يتألف الكتاب من ثمانية فصول، تناولت فيها المؤلفة مختلف جوانب استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء من منظور فقهى تأصيلي، والتي كانت كالتالي:

الفصل الأول: حكم تولي النظام الذكي القضاء (يتناول هذا الفصل دراسة مدى جواز تولي الأنظمة الذكية لمهام القضاء، مع تحليل الشروط والضوابط الشرعية اللازمة لذلك).

الفصل الثاني: حكم تولي النظام الذكي التحكيم (يبحث هذا الفصل في إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة للتحكيم بين الأطراف المتنازعة، مع استعراض الأحكام الفقهية المتعلقة بذلك).

الفصل الثالث: حكم تولي النظام الذكي التحقيق والاستعانة به "يناقش هذا الفصل دور الذكاء الاصطناعي في عمليات التحقيق، ومدى جواز الاستعانة به في جمع الأدلة وتحليلها".

الفصل الرابع: أثر الذكاء الاصطناعي في طريق الحكم وصفته "يستعرض هذا الفصل تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على سير عملية الحكم، وكيفية تأثيره على صفات القاضي التقليدية".

الفصل الخامس: أثره في الشهادات (يتناول هذا الفصل دور الذكاء الاصطناعي في جمع وتوثيق الشهادات، ومدى تأثيره على مصداقية الشهادة في النظام القضائي).

الفصل السادس: أثره في الإقرار (يناقش هذا الفصل كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على عملية الإقرار، سواء من حيث جمعه أو توثيقه).

الفصل السابع: أثره في قضاء التنفيذ (يبحث هذا الفصل في دور الذكاء الاصطناعي في تنفيذ الأحكام القضائية، وكيفية استخدامه في متابعة تنفيذ القرارات الصادرة).

الفصل الثامن: أثره في التوثيق (يتناول هذا الفصل دور الذكاء الاصطناعي في عمليات التوثيق، ومدى تأثيره على ضمان صحة الوثائق وسلامتها).

 

التوصيات:

في نهاية الكتاب، قدمت المؤلفة بعض التوصيات التي تتعلق بضرورة تطوير التشريعات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء الإسلامي، ومن ضمنها التوصية بتدريب القضاة على التعامل مع التكنولوجيا وضمان أن تكون القرارات النهائية دائمًا في يد الإنسان وليس الآلة. لكن يلاحظ أن التوصيات جاءت عامة بعض الشيء، وكان من الأفضل تقديم خطط تفصيلية أو نماذج عملية لتبني هذه التوصيات في المحاكم الإسلامية، كما كان من الضروري تقديم نقد داخلي للأحكام الفقهية المعروضة، بحيث توضح كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تتحدى أحيانًا مبادئ قديمة وتحتاج إلى اجتهاد جديد.

 

رابط تحميل ملف الكتاب

______________________________

* أروي الجلعود، أحكام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القضاء، الجمعية العلمية القضائية السعودية، الرياض، الطبعة الأولي، 2022م.

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الأحد, 16 شباط/فبراير 2025 19:42

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.