إعداد أ. عبده إبراهيم
تقديم أ. د. سيف الدين عبد الفتاح
يمثل هذا الكتاب أحد الجهود العلمية المبذولة في سبيل إحياء تراث الأستاذ الدكتور حامد ربيع، وهو موضوع رسالة ماجيستير عن إسهامات أ. د. حامد ربيع في التراث السياسي الإسلامي للأستاذ عبده إبراهيم تحت عنوان: “التجديد السياسي عند حامد ربيع: دراسة في ضوء المنظور الحضاري”، وتأتي هذه الدراسة تجسيدًا لما مثله أ. د. حامد ربيع باهتمامه بمختلف فروع العلوم السياسية من نقلة حضارية للعلوم السياسية في الوطن العربي، فقد اهتم بمختلف فروع العلوم السياسية برؤية منهجية جمعت بين المعرفة الغربية، وقيم وأصالة التراث الإسلامي، وشمولية التراث الإنساني، وأسهمت إبداعاته الفكرية المتنوعة والمتكاملة وثوابته الحضارية ورسالته الكفاحية في الاهتمام بهموم أمته فهو عالم “حمل هم أمته في عقله وفكره وإنتاجه العلمي المتنوع..”، وكانت له رؤية تجديدية تمثلت في موضوعاته التي اهتم بها، وكذلك طريقة تناوله لها، وتعامله معها، في الوقت نفسه الذي امتاز بمنظور حضاري شامل أسهم من خلاله في تقديم رؤية حضارية لعلم السياسة العربي، تتضمن رؤية تجديدية نابعة من قلب الحضارة الإسلامية، وفي هذا السياق فقد جاءت هذه الدراسة “القيمة” للتعرف على جانب من إسهام حامد ربيع الموسوعية، وقد ركزت على جهوده في التجديد الحضاري من منظور معرفي إسلامي.
وقد قام بتقديم الكتاب أ. د. سيف الدين عبد الفتاح أحد أنجب تلاميذ د. حامد ربيع المباشرين، ومما جاء في هذا التقديم:
” كان إحياء تراث أستاذي الدكتور حامد عبدالله ربيع (رحمة الله عليه) -ولا يزال- واحدًا من أهداف حياتي العلمية الأساسية، ولكم كانت سعادتي كبيرة عندما تحدث معي تلميذي عبده إبراهيم بشأن رغبته في أن يكون موضوع رسالته في الماجستير عن إسهامات أستاذنا الدكتور حامد ربيع في التراث السياسي الإسلامي، وبعد مناقشات ومداولات كثيرة استقر رأينا على أن يكتب في (التجديد السياسي عند حامد ربيع دراسة في ضوء المنظور الحضاري)، ولقد أنجز رسالته على خير ما يكون ولاقت استحسان لجنة المناقشة التي رأت أنها رسالة علمية ممتازة ومتميزة. إن الاهتمام بأستاذنا الدكتور حامد ربيع يحتاج إلى مشروعات بحثية تقوم عليها مؤسسات ومراكز بحثية، وهذا الكتاب وغيره من الكتب –التي سبق وأشرف على إصدارها قسم العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية– إنما تمثل لبنات مقدرة في مشروع إحياء تراث هذا العلم الكبير.
فحامد ربيع هو أحد رواد علم السياسة في مصر والعالم العربي، يمتد مشروعه في مجالات علوم السياسة وقضاياها وتفريعاتها المتنوعة، وتشكل آثاره ومصنفاته ركيزة أساسية في مدرسة علم السياسة العربية، وتعبر عن حقبة تاريخية مهمة هي بمثابة عقدة إستراتيجية في تاريخ أمتنا المعاصر، خصوصا أن هذه الفترة شهدت معظم الأحداث الكبرى التي تشكلت على أساسها المنطقة العربية، ولا تزال متأثرة بها حتى يوم الناس هذا، وبالأخص أحداث وتطورات الصراع العربي الإسرائيلي/ الصهيوني، والذي أولاه “ربيع” العناية والاهتمام البالغين، وقدم فيه الرؤية الحضارية العميقة الكاشفة عن طبيعة هذا الصراع الذي وصفه ربيع نفسه بالمصيري.
إلا أن إسهام ربيع الأساسي -والذي لا يزال يحتاج إلى دراسة أعمق واهتمام أكبر- يتمثل في إسهاماته في النظرية السياسية والتراث السياسي الإسلامي؛ وهو المقصد الذي وفقني الله تعالى لتحقيقه، وذلك بالقيام على تحرير وإعادة نشر إسهام أستاذنا في هذا المجال محققًا ومدققًا، وقد صدر تحت عنوان (مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي)، وبالرغم من ذلك فإن المجال الربيعي في أفكاره ومدوناته وآثاره لا يزال في حاجة إلى اهتمام أكبر يسهم في الكشف عن جواهره التي لا تقل قيمة وعمقا وثراء عن إسهام كبار المفكرين في النماذج الحضارية الأخرى قديمًا وحديثا.
وبالنسبة إلى النص الربيعي الذي دارت حوله هذه الدراسة، فإنه يلزم النظر إليه بوصفه نصًا حضاريًا جامعًا بين أضلاع مثلث من الخصائص، وهذا المثلث بدوره يشكل مجهر الرؤية والاهتمام للباحث في النص الربيعي بعموم؛ وتتمثل أضلاع هذا المثلث في كفاحية العالم، بنائية الخطاب، وكليات الفكر والنظر”.
وقد اشتملت الدراسة على ثلاثة فصول: الفصل الأول تناول الخريطة الإدراكية للأستاذ الدكتور حامد ربيع، أما الفصل الثاني فقد تناول إسهاماته المنهجية، أما الفصل الثالث فقد تناول مسألة الحضارة الإسلامية والتجديد السياسي عبر قراءة أ. د. حامد ربيع في إطار مقارن مع آخرين من مدرسة المنظور الحضاري.
رابط مباشر للكتاب