حول الإسلام

By الدكتور حسان حتحوت آذار/مارس 10, 2024 448 0

 

جاء هذا التسجيل النادر -الذي أعدنا نشره على قناتنا على اليوتيوب- ضمن سلسلة بعنوان "بهذا ألقى الله"، وهي سلسلة مكونة من ستة أجزاء، عبارة عن قراءة في كتاب للدكتور حسان حتحوت (23 ديسمبر 1924 - 26 أبريل 2009) يحمل عنوان "بهذا ألقى الله- رسالة إلى العقل العربي المسلم".

والدكتور حسان حتحوت، كما كتب عنه الدكتور مصطفى محمود في تقديمه لهذا الكتاب في طبعته الثانية -التي صدرت عن مؤسسة فهد المرزوق الصحفية بالكويت- «مفكر إسلامي عظيم، إذا استمعت إليه فأنت تستمع إلى بحر، فهو طبيب، وعالم، ورحالة خاض الحياة، حلوها ومرها، وخبر المجتمعات، وعاشر الناس خيارهم وشرارهم، وامتلأ بالحكمة، وفاضت حكمته نبضا حيًا على الورق، وتجربة يفيد منها كل من يقرأها».

وتحدث الدكتور حسان حتحوت في هذا التسجيل حول الإسلام، حيث أشار إلى العديد من الملاحظات التي يجب أخذها في الاعتبار، منها:

  • كثير من المسلمين غم عليهم فظنوا أن أركان الإسلام هي كل الإسلام، وفاتهم أن الأركان إنما كانت لتحمل البنيان، والأركان إن لم تقم بذلك حرمت عن أداء وظيفتها. أعرف من فضلاء المسلمين من يذوق حلاوة الصلاة فيكثر من النوافل، أو الصيام فيكثر من صيام التطوع، وأعلم من يحرص على أداء الحج عامًا وراء عام وأداء العمرة تلو العمرة، هذه أبعاد الإسلام التي تصل إليها أنظارهم، وذلك مبلغهم من العلم، وما بالنا برجل اشترى الأرض وأقام الأعمدة الخرسانية، فأعجبته فأقام المزيد من الأعمدة ثم زاد منها حتى أقام غابة من الأعمدة لكن لم يتقدم لبناء بقية العمارة.
  • إن الذين يختصرون الإسلام ويقصرونه على باب العبادات إنما ينتقصون منه الكثير، وهم لا يشعرون وبالتأكيد بحسن نية، الإسلام أشمل من هذا وحسن النية ليس شفيعًا لجهل المسلم بدينه، لي صديق اكتمل له عدد كبير من العمرات ومن حج التطوع وأقرباؤه محتاجون وجاره جائع وصديق له غارق في الدين إثر صفقة تجارية خاسرة، ولا يزال يستزيد، ولو أنفق هذا المال في سد حاجات هؤلاء لكان أوفى إسلامًا وأقرب إلى الله، وأعرف طبيبًا نودي مرة لحالة طارئة عاجلة لكنه أبى إلا أن يؤدي الصلاة لأول وقتها، وكانت الدقائق فارقًا للمريضة بين الحياة والموت "رحمها الله".
  • لا يوجد فعل من أفعال الإنسان فردًا أو جماعة إلا وله حكم في الشريعة الإسلامية.
  • أحكام العبادات ثابتة واضحة كما جاء بها القرآن وعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أحكام توقيفية لا تدخل في باب النقاش أو الاجتهاد أو الجدل، وذلك بطبيعة الحال في جوانبها الكلية، وهي أوامر تسمع فتطاع وليس لنا أن نتقدم عنها أو نتأخر.
  • أما المعاملات فقسمان: أحكام كالحدود وردت بنصها في القرآن فهي لذلك أيضًا ثابتة لا تعبث بها يد، وأخرى غير نصية ترك فيها لعلم الفقه مجال للحركة والتصرف في غير مجافاة للقرآن والسنة.
  • ثوابت الشريعة محدودة لم تشغل من الفقه إلا حيزًا محدودًا، أما غالبية الأحكام فهي نتاج التفكير البشري، وهي عماد تراثنا الفقهي الضخم من مذاهب ومدارس وآراء، وهي قابلة للتطور.
  • يوم يكف العقل البشري متمثلاً في المجتهدين من فقهاء المسلمين عن مواكبة العصر –وبمثل سرعته- في مجال استنباط الأحكام للجدائد والمحدثات ولو لم يكن لها سوابق في كتب السابقين يرجع إليها، نكون قد حكمنا على الشريعة بالعقم وبطلت دعوانا بأن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان.
  • يكاد يكون الشغل الشاغل للعاملين في الساحة الإسلامية هو مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، ولا أشذ عن ذلك بطبيعة الحال وإلا كنت شاذًا على الإسلام، ولكني أدركت أن ذلك التطبيق قد يكون صائبًا وقد يكون خاطئًا، ولا عتب على الشريعة في ذلك فمآل الأمر إلى من يتصدى للتطبيق، وعلى فطنته وذكائه ومبلغه من الفقه.
  • الخلاصة أن الشريعة الإسلامية تحمي المجتمع من الجريمة بثلاثة خطوط دفاع: الأول الضمير والتقوى، وهي مهمة التربية والتعليم والإعلام، والثاني منع الأسباب التي تحمل على الجريمة بما في ذلك الإصلاح الاقتصادي الشامل، والثالث والأخير هو قانون العقوبات، فمن طبق الشريعة من أولها لآخرها نجح، ومن راح يطبقها من آخرها لأولها (أو يطبق آخرها فقط) فقد فشل في الأول والأخير، وها هو ذا عمر بن الخطاب يعلق تنفيذ حد السرقة خلال عام المجاعة، ويأتيه رجل بخادميه سرقا منه فقالا لا يطعمنا، فرفض الدعوى، وقال لسيدهما إن سرقا مرة أخرى لأنك لا تطعمهما فسأقطع يدك أنت.

 

رابط مباشر للتسجيل على قناتنا: حوارات الشريعة والقانون

 

رابط لتحميل الطبعة الثانية من كتاب "بهذا ألقى الله"

 

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الأحد, 10 آذار/مارس 2024 13:16

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.